بعد أقل من 24 ساعة على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بدأت المطالبة الدولية بتحويل الرئيس السابق الى المحكمة الجنائية الدولية المعنية بمعاقبة مجرمي الحرب، حيث يعتبر أولئك أنه ارتكب المجازر بحق المواطنين السوريين.

تأتي هذه الأحداث الدراماتيكية في ظل الجرائم السافرة التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة والضفة ولبنان وتبدو سوريا تسيرعلى ذات المسار العدواني لإسرائيل، وعليه تم اصدار مذكرة جلب بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من قبل المحكمة الجنائية الدولية، فلذلك قد يصبح المشهد القضائي الدولي أمام مطلوبين غير متحالفين لا بل بقمة العداوة بينهما مما تثار التوقعات حول احتمالية تقارب دولي لإنقاذ نتانياهو من يد المحكمة الجنائية الدولية مقابل الحصول على ضمانات بعدم اصدار مذكرة جلب بحق بشار الأسد أو تعطيلها بعد اصدارها، فهل هذا قريب من الواقع؟.

في الحقيقة ان هناك عدة أسئلة حول اللحظات الأخيرة قبل سقوط نظام الأسد تساعد في فهم الموضوع بهذه الطريقة، وهناك تساؤلات حول ساعة فراره من دمشق نحو طرطوس، ومنها الى روسيا، وحول الطريقة بإخراجه والطريقة السلمية بسقوط نظامه السريع بعد صمود دموي دام 13 عاماً.

تشير المعلومات الى أن بشار الأسد خرج من قصره بسيارته مع مرافق واحد وهو السائق فجر الأحد 8 كانون الثاني 2024 متوجهاً الى مطار دمشق الدولي وقد عاد السائق منفرداً الى القصر بينما صعد الأسد بطائرة الى قاعدة حميميم وبعد بضعة ساعات دخلت المعارضة وجبهة تحرير الشام دمشق وقصر الشعب معلنة سقوط النظام، هكذا وقائع تعطي احتمالية كبيرة لوجود اتفاق دولي لتأمين سلامة بشارالأسد واخراجه من دائرة الخطر والتصفية الميدانية قبل تولي جبهة تحرير الشام زمام السلطة بدمشق، وهذا التأمين الدولي (المحتمل) لبشارالأسد يأتي بمساعدة ظروف دولية وإقليمية قضائية اهمها مذكرة توقيف بحق نتانياهو، وهذا ما لم يكن متاحا لمعمر القذافي إبان سقوط النظام الليبي الذي أطاح الشعب به وقتله في الطرقات، ولكن الظروف الدولية القضائية غير مساعدة اليوم لنتانياهو، مما يعني أن عملية التأمين لبشارالأسد هو اتفاق دولي بمشاركة رئيسية لتركيا التي امتلكت الأرض وروسيا التي احتضنت بشار الأسد وأميركا التي تريد انقاذ نتانياهو. وعليه ستولد ظروف قضائية دولية مؤاتية لنتانياهو عبر توازن الصفقة القضائية اذا ما تمت مقايضة دعوة نتانياهو بدعوة بشار الأسد المفترضة للمحكمة الجنائية الدولية.